أبيض على أبيض: من ماليفيتش إلى اليوم

السبت, 19.11.16, 20:00

الأحد, 28.05.17

حملة لنهايات لاسبوع!
سعرالبطاقة للمعرض فقط 20 شيقل !
هذه حملة صالح فقط ليوم الخميس, يوم الجمعة, ويوم السبت.
+++هذه حملة صالح ليوم الزيارة فقط, بطاقة واحدة لكل شحص.

لمعلومات إضافية:

04-6030800

شارك

أبيض على أبيض: الفنّ غير المرئيّ

حمل اللون الأبيضُ، على مدى أجيال كثيرة، معانيَ رمزيّة في سياقات تتّصل بالدين، بالفكر الميتافيزيقيّ وبالأدب، كما تمّت دراسته في البحث العلميّ والفكر الفلسفيّ. لكن فقط في بداية القرن العشرين، على أثر عمل فني لكزيمير ملفيتش، دخل اللون الأبيض بهيئته الراديكالية للغاية إلى عالم الفنّ البصريّ. منذ هذا التصريح التأسيسيّ الذي أطلقه ملفيتش، تحوّل اللون الأبيض إلى جزءٍ لا يتجزّأ من الفنّ – سواء أكان من ناحية شكله النقيّ أو كجزءٍ من إطار واسع من التّعاطي الفنيّ (دي-ستيل، آرب، راوشنبيرغ، منزوني، سول لافيت، رايمان، فرقة زيرو وآخرون). مع ذلك، فإنّ التوظيف الراديكاليّ والحصريّ للون الأبيض تحوّل، في أحيان متقاربة، إلى محطّ سخرية وسلاح ضدّ الفنّ الخالي من الموضوع.

وفقًا لتصوّرات مختلفة، يحتوي موضوع "الأبيض" على الأفكار المتعلّقة بالبداية، كالولادة، الهدوء، العدم والموت، وربّما يجسّد أيضًا موقفًا من السخرية بالنسبة لمفهوم الخفض الجذريّ. يتقصّى المعرض "أبيض على أبيض" الأفكار والسياقات المتنوّعة التي تظهر في النقاشات حول كُنه هذا الموضوع. من جهة، يحاول أولئك فهم فكرة اللون الأبيض، ولكنّهم يعارضون، من جهة أخرى، رسالة الوعي وفكرة رفع الوعي. يعكس نقد فنّ ما بعد الحداثة الخصائص المُرمَّزة للون الأبيض.

تأثّر الخطاب الفنيّ حول طبيعة اللون الأبيض، من جملة الأمور، بالخطاب الفلسفيّ. على سبيل المثال، تناول الفيلسوف النمساوي لودفيغ فيتغنشطاين، قبل موته، المسألة البصريّة للون الأبيض، وتساءل: "لماذا لا يمكن لنا أن نتخيّل اللون الأبيض الشفّاف؟" – وهو سؤال لم يتمكّنْ من أنْ يجيب عنه بشكل واضح أبدًا. كلّما تحرّك الأبيض نحو الشّفافيّة، يصبح أقلّ بياضًا. بعبارة أخرى، إنّه يتحرّك نحو الخلوّ التامّ، الحضور البصريّ الشفّاف الجليّ. وكتب الفيلسوف الفرنسي جيل دولوز: "من الخطأ الاعتقاد بأنّ الرسّام يعمل على قماش أبيض"، لأنّ هذا القماش بات فعليًّا مفعمًا بإمكانات لا حصر لها من الصّور. عندما نعطي الشّكلَ حضورًا ملموسًا، فهذا يعني محو وتدمير الأبيض - الفراغ الذي يمثّل عمليًّا بقيّة الأشكال المحتملة الأخرى.

المعرض مقسّمٌ لجزأين أساسيّين – الأوّل يقدّم المنظور التّاريخيّ للتّعاطي مع اللون الأبيض في حقل الفنّ الإسرائيليّ على مدى أجيال؛ أمّا الثّاني فيضمّ الفنّانين الإسرائيليين، الذين يكثرون اليوم من بحث قوّة النّقاء وكمال الشّكل في فنّهم، في رغبة منهم إلى "إنارة" الفنّ السّامي. يتقصّى بعض الأعمال كنه التجريد الأبيض، الذي من خلاله قدّم دوشامب وملفيتش الخلوّ المطلق، في سعي منهما للوصول إلى رتبة صفر الفنّ. وفقًا لموندريان، في درجة الصفر هذه من تحقيق جوهر الفنّ تتّحد اللوحة مع اللانهائيّة، مع العالم كلّه كعمل فنيّ. إلى جانب هذه الأعمال تُعرض أعمالٌ تتلاشى فيها المناظر الطبيعية الإسرائيلية حتى حدود البياض المبهر وتشحن المرسوم بهالة تربط بين شمس أرضية وشمس سماويّة. إنّ استخدام اللون الأبيض، في هذه الحالة، هو بمثابة نقد ثاقب للمفهوم الصهيونيّ، الذي دعا إلى تطهير الأرض. من هذه الناحية، يعتبر اللون الأبيض بمثابة عنصر متعدد المعانيّ في الخطاب البوست كولونياليّ، كقول هومي بابا: "الأبيض هو الشاشة التي تعكس أشباح الماضي السياسيّة في حيّز الزمن الحالي الخالي". كذلك، يوظّف بعض الفنانين الأبيض، بكونه رمزًا تقليديًّا للنسائيّة، النقاء والخصوبة، كوسيلة لاتخاذ موقف في الخطاب الجندريّ، من خلال تأكيدهم على أنّ القيمة الذاتية النسائية مستعبدة اليوم للعناية بالجسم بشكل لا نهاية له وفقًا لمعايير موضة الجمال.

عندما يعرضون لنا عناصر غير مرئية، فنحن نخلص إلى فهم أنّ شبكة علاقاتنا بالإبداع ترتكز على المعرفة، على الافتراضات المسبقة وعلى نوع معين من الثقة بسُلطة الفنّان ومؤسّسة الفنّ. معرض "أبيض على أبيض" يسعى إلى تحدّي الصفات النمطية المنسوبة إلى اللون الأبيض ويرمي إلى تعميق قدرتنا على تجريبه والتمتّع بوجوده – على نحوٍ يخلو من الآراء المسبقة والتأويلات.

 

حملة لنهايات لاسبوع!
سعرالبطاقة للمعرض فقط 20 شيقل !
هذه حملة صالح فقط ليوم الخميس, يوم الجمعة, ويوم السبت.
+++هذه حملة صالح ليوم الزيارة فقط, بطاقة واحدة لكل شحص.

لشراء التذاكر ومزيد من المعلومات يرجى ترك التفاصيل الخاصة بك