حنّا أورلوف: نحت نسوي في إسرائيل

السبت, 24.06.17, 20:00

الأحد, 04.03.18

:

سفيتلانا رينجولد

لمعلومات إضافية:

04-9119372

شارك

يسر متحف مانا كاتس في حيفا عرض مجموعة مختارة من أعمال الفنّانة حنّا أورلوف (1888-1968) التي كانت سبّاقة بأسلوبها الفني الشخصي وشقت الطريق نحو الجسد النسوي، إلى جانب أعمال لفنّانات معاصرات يسعين إلى اختبار الحدود المقبولة لتوصيف جسد المرأة , واقترانه بالفضاء الجماعي. 

كانت اورلوف من اولى المبدعات اللاتي وضعن جسد المرأة في مركز أعمالهن ولجأت إلى وصفه بأساليب تعبيرية حديثة. فمنذ كانت شابة في أوكرانيا رفضت القبول بالدور التقليدي للمرأة. وعند قدومها إلى باريس التقت بأبرز فنّاني عصرها وأبدعت العديد من صور النساء اللاتي عبرن بنظرها عن قدوة المرأة العصرية والمستقلة. أنتجت أورلوف عشرات التماثيل النسائية العارية وتماثيل لشخصيات نسائية من التوراة ونساء طلائعيات وراقصات ونساء حوامل وأمهات، وكذلك أعمال تُبرز فكرة الصداقة بين النساء. وحين اشتهرت عالمياً في سنوات الخمسينات والستينات فقد اعتادت على التنقل ما بين باريس وإسرائيل، وهنا أيضاً أنتجت صور لنساء من عالم الثقافة والفن.

ومع مرور السنين اتسعت ظاهرة التعامل مع جسد المرأة من منطلق الفكر النسوي واتخذ هذا التعامل زخماً وتعبيراً راديكالياً. وكجزء من هذا التسلسل الزمني، ينظر المعرض في منظومة علاقات الجسد النسوي التاريخية مع التصنيف الجندري المُتبع في الفضاءات العامة والخاصة. وقد تمت هذه الخطوة من خلال النظر إلى أعمال نحتية لفنّانات إسرائيليات معاصرات يستخدمن تكتيكات ما بعد حداثية مثل الصدمة والاستفزاز والسخرية، حيث توظف هذه التكتيكات سعياً لبحث حيثيات عصرية تتعلق بالجسد النسوي. أعمال الفنانات تحتج على الفصل والحدود التي ترسخت في الثقافة وتتيح مجال العيش لما يُعتبر شاذاً وغير عقلاني بقصد الاعتراض على سنوات مضت من التمييز. إذن، يرتسم أمامنا مشروعاً فنياً غنياً ومركباً ينظر في موقع النسوية المادي والنفساني والسياسي. من جملة الفنّانات المشاركات: نوعا أراد يائيري، شارون بالافان، رونيت برنجا، مئيرا جروسينجر، ميرف هايمان، أميرة زيّان، توفا لوتين، داليا مئيري، أورلي مونتج، استير نائور، تالي نافون، فيريد سيفان، فيرا كورمان، حافا راوخر، إيرا رايخفيرغر.

يشمل المعرض عرض للمجسم "ما بين هذا وذاك" من أعمال الفنانة تالي نافون (من مواليد 1964) المستوحى من تماثيل الأمومة التي نحتتها أورلوف، والتي تعكس بنعومتها أمومية شاملة مثالية. منذ سنوات الستينات والسبعينات كانت الأعمال الفنية المتأثرة من الفكر النسوي الراديكالي تنفي تصاوير الأمومة النسوية التقليدية. غير أن النقاش ما يعد النسوي أتاح منذ سنوات التسعينات إعادة التعامل مع تجربة الأمومة من خلال إبراز حرية المرأة في الاختيار والسيطرة على جسدها. المجسم الذي تقدمه نافون يعكس هذا التوجه المتجدد ويشمل عمل فيديو ونحت ويقدم مثالاً للنسوية متعددة الأوجه.

وفي سياق التعامل مع الجسد النسوي يعرض المتحف مجموعة من أعمال مانا كاتس حيث يشغل العُري النسوي جانباً أساسياً في أعماله  ا. وتبدو واضحة في رسوماته ولوحاته المبكرة تأثيرات الحركة التكعيبية التي عملت على تفكيك مبنى المرأة التشريحي وإعادة تركيبه من أشكال هندسية. وفي فترة لاحقة طور مانا كاتس هيئة مادية وشهوانية للمرأة الفاتنة، بصفتها موضوع الشهوة الرجولية، وذلك بوحي من التيار الاستشراقي الذي تميز به فنانون من القرن التاسع عشر. ويمكن من خلال أعماله ملاحظة النظرة المتغيرة ومتعددة الأوجه تجاه العُري النسوي في أعماله.

أمينة المعرض: سفيتلانا رينغولد

لشراء التذاكر ومزيد من المعلومات يرجى ترك التفاصيل الخاصة بك